الاثنين، فبراير 14، 2011

عروس و قضبان




وا غزاه...وا غزاه، أجل يا غزة نحن من يستنجد بك،اسكبي للعرب والمسلمين من فيض صمودك ومن غيرتك وجرأتك في مواجهة طاغية يترنح تارة مع اليمين المتطرف وتارة مع اليسار،وهو لا يملك على كثرة عدته وعتاده إلا صفحةً سوداء من تاريخ أسود،يُتوِّجه على مدى الزمن واختلاف العصور إفساد للأرض وقتل للأبرياء ونقض للعهود وخيانة للمواثيق،ومن كانت هذه صفاته فلا يطمع يوماً بالراحة والأمن،إنه في ترقب وخوف دائمين يبرران له كل عمل شائن وجريمة نكراء يقدم عليها.

 

وأنت يا غزة كعروس سجينة بين قضبان ذلك الطاغية الأحمق الذي لم يجد وسيلة لتمَلُّككِ إلا بسجنك،رغم هذا أنت مع كل شمس تشرقين،ومع كل يوم تزداد حمرة وجنتيك من دماء فلذات كبدك، وجبينك مرتفعاً عالياً قد أضاء الأفق بنوره فرآه الجميع...كلا..بل رآه من كان له قلب ينشد العدل والرحمة في هذا العالم،فأقبلوا إليك في موكب بهيج يسبقهم خيالهم الجميل وهم يعانقونك ويزفّونك إلى العالم دون سلاسل أو قيود فيحتضنك وتعيشين فيه بسلام وانسجام..,فجأة ..انقطعت حبال هذا الخيال الرائع على صوت ذلك الطاغية القبيح بأقواله وأفعاله،وهو ينزل جمّ غضبه وحِمَم غيضه على ذلك الموكب النوراني،متجاهلاً ما سيُخلفه هذا الفعل المشين على مصالحه وعلاقاته مع الدول الأخرى،فلا شيء يهم سوى شد حبال الحصار على غزة، فهذه الدول سيسكتها أي تبريرٍ واهي وزائف، كقوله أن من كان على السفن هم من هاجم جنودنا بالسلاح...يا لك من سفاح..،سفاح لا يوجد بقاموسه مصطلح الدفاع عن النفس حتى ولو بالكلمة،فيقمع الجميع ويفعل الشنيع دون عقاب أو تقريع،يا لها من دنيا دنيّة،لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة لما أعطاهم منها شيء،ولكن أخذوا حظهم في الدنيا حتى لا يكون لهم حظ في الآخرة إلا النار وبئس المصير،ومع هذا لن نرضى بالهوان ولن ننحني لقراراتكم الجائرة،بل سنناضل ما بقيتم وبقينا لنفتح لكِ الآفاق يا غزة فيملأ رئتيك أكسجين الحرية والعدالة،بعدها ننطلق سوياً إلى حبيبٍ طالما اشتقنا إليه،قد عبثت به ودنسته أيدي الصهاينة وأعوانه من العملاء الخونة ،إنه القدس الشريف ...سيأتي يوماً تصبحين فيه يا قدس خالصةً للعرب والمسلمين، يصلى بحرمك الطاهر آناء الليل وأطراف النهار،غداً يا قدس.. وإن غداً لناظره لقريب،،

بقلم: سارة المطيري

ليست هناك تعليقات: