الخميس، فبراير 10، 2011

حوار مع الداعية فاطمة العلي


 

 

العمل الخيري والإغاثي من أهم الأعمال التي يجب أن يعتني بها المسلم كما دلّت على ذلك النصوص الشرعية من كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وللمرأة دور عظيم ووظيفة جليلة في ممارسة العمل الخيري بمختلف صوره بما يتناسب مع قدراتها ومواهبها مع الالتزام بالضوابط الشرعية.

وحول هذا الموضوع أجرت مجلة منبر الداعيات حواراً مع الداعية القطرية فاطمة العلي التي حازت على لقب (امرأة هذا العام) في قطر نظراً للجهود التي بذلتها في المجال الخيري والإغاثي والدعوي في أصقاع شتى من الأرض. نسأل الله تعالى أن يجعل أعمالها وجهودها في هذا المجال في ميزانها.

 

 

* بداية متى بدأت في مسيرة العمل الخيري سواء المحلّي أو العابر للحدود؟

· بدأت العمل الدعوي سنة 87 تقريباً أو 88، طبعاً الانطلاقة كانت من خلال اللقاءات والدروس في مراكز الدعوة أو في البيوت، والتشجيع كان من مديرتي في المدرسة، ومن زوجي رحمه الله، وعملي الدعوي في البداية كان فردياً؛ أما العمل الخيري فمع المؤسسات والجمعيات الخيرية.

 

 

* ما هي البلدان التي زرتها وأقمتِ فيها مشاريع خيرية؟ وما طبيعة هذه المشاريع؟

· سافرتُ إلى عدة دول آخرها إلى غزة، وأقمنا مشاريع تعليمية وتنموية ودعوية: دُور قرآن ومدارس ودور أيتام ومساجد ومستشفيات ومكتبات...

في آسيا زرتُ باكستان وسيريلانكا وإندونيسيا، كما زرتُ قرغيزيا والصين وتايلاند... هذه الدول أنشأنا فيها دوراً للأيتام ومساجد ومراكز لتحفيظ القرآن، وأنشأنا في بنغلادش مجمعاً للأيتام (دوحة الخير) التي احتلت المرتبة الأولى على المدارس الحكومية كلها.

وفي أوروبا كان لنا دعم لبعض المشاريع؛ فلقد زرتُ البوسنة وأنشأتُ فيها مراكز للدعوة وتحفيظ القرآن ودور الأيتام والمساجد. كما كان لي دور - بفضل الله - في إنشاء مجمَّع المركز الإسلامي في سويسرا، والمساهمة في إنشاء مسجد في أميركا ومسجد في فرنسا.

وفي أفريقيا زرت الصومال وجيبوتي والسودان وغانا وأوغندا والنيجر؛ هذه البلدان التي زرناها أقمنا فيها أعمالاً خيرية وإغاثية.

وأيضاً زرت الصين وأنشأت فيها مركزاً إسلامياً بلغت تكلفته نصف مليون دولار، وكان مبلغاً كبيراً يتطلب جهداً لجمعه، بالإضافة إلى أنّ الإجراءات كانت صعبة؛ فليس من السهل أن يوافقوا على إنشاء مركز إسلامي، وبفضل الله بعد خمس سنوات اكتمل بناؤه فذهبتُ وأديتُ الصلاة فيه، فكان أول عمل خيري لي هناك. أما السفر إلى غزة فكان حُلُماً يراودني، ولله الحمد تحقق عندما دخلتُ إليها عن طريق معبر رفح؛ أما طبيعة العمل فيها فهو عبارة عن تقديم مساعدات للأُسَر وإنشاء المخابز الخيرية ليستفيد منها أهالي وأبناء الشهداء. وفي جباليا أنشأنا مركزاً لتحفيظ القرآن، كما أتممنا بناءَ مسجدٍ في غزة، ونسعى لإنشاء مركز تحفيظ آخر.

 

 

* ما أبرز المواقف المؤثرة التي حصلت معك ولا يمكن لذاكرتك أن تنساها؟

· المواقف كثيرة... أذكر لما سافرتُ إلى بنغلاديش وكنتُ في زيارةٍ لإحدى دُور الأيتام، عرّجت على بعض المناطق الفقيرة التي يعيش سكانها في بيوت على شكل أعشاش، وحينما وزّعتُ عليهم المساعدات لاحظتُ أن امرأة لم تأخذ منها وكانت واقفة على باب عُشّها فسألت المترجم: لِمَ رفضت هذه المرأة المساعدة؟ فسألها المترجم فقالت له: «أنا عندي ولد يعمل أما الآخرون فلا». صراحة كبُرت في نظري؛ فهناك مَن ليسوا بحاجة غير أنهم يحرصون على تلقي المساعدات! وأثناء المجاعة التي حصلت في جيبوتي وزّعنا على الناس المساعدات؛ فمن الفرحة ذهب رجل عجوز إلى زوجته يبشّرها ويقول لها: المسلمون الذين أتَوْا أحضروا لنا شيئاً كثيراً فأخذتْ تبكي... وعندما ذهبتُ إلى غزة زرتُ عائلة السمُّوني التي استُشهدت بناتها وكانت الأم صابرة؛ فالناس هناك عندهم قوة إيمان وصبر رغم الوضع المأساوي الذي يعيشون فيه.

 

 

* لو تحدثيننا عن المؤسسة التي منحتكِ لقب «امرأة هذا العام في المجال الخيري»، وبمَ حُزتِ على هذا اللقب؟

· كل عام يتقدم المرشحون بأسمائهم إلى مؤسسة "دار الإنماء الاجتماعي" التابعة لمؤسسة قطر، ولكن هذا العام قررت المؤسسة أن تقوم بترشيح أفراد لا يرشِّحون أنفسهم فكان الترشيح من عندهم.

 


 

* كيف تجمعين بين واجباتك الأسرية وبين عملك الدعوي والإغاثي، خاصة أنك تُكثرين السفر؟ وبِمَ تنصحين النساء المتطوعات؟

·  في البداية كانت الأسرة هي اهتمامي الأول، ولم أبتدئ السفر إلا عندما كبر الأولاد، كما أنني أحسنت استغلال الوقت؛ فالمحاضرات كنت ألقيها أثناء وجود أولادي في المدرسة، أما حلقة العلم التي أعطيها أسبوعياً منذ 17 سنة فهي في البيت...

 

 

* يقال إن التعاطي مع الناس مرهق للنفس وفيه أذى ، أنتِ بين العزلة والاختلاط أين تجدين نفسك؟

· بطبيعتي أحب الناس، ومع بداية عملي الإغاثي، واجهتُ أذىً كبيراً؛ فكلام الناس والإشاعات التي تصدر منهم، خاصة لجهة التشكيك بأهداف جمع التبرعات، مُحبط للنفس، وهذا الأمر واجهته في السنوات الخمس الأولى؛ فبدايةً لم أكن معروفة، وهذا الأمر كان سبباً في بُعد كثير من الأخوات عن مجال العمل الخيري الدعوي، ولكن عندما يكون الإنسان مقتنعاً بعمله ويعلم أنه في الطريق الصحيح فالله ييسّر له؛ لذلك كنت أستعين بأخت من الأخوات أشتكي لها فكانت تشجعني وتثبتني، وبعون الله والحمد لله صبرتُ وثبتُّ حتى تغيرت النظرة تماماً لعمل النساء الخيري.

 

 

* لو تتكلمين عن تجربتك مع أم علاء، تحديداً أثناء زياراتها إلى قطر، وكيف تعرفت عليها وعلى منبر الداعيات؟ وما هو انطباعك الأولي؟

·تعرفتُ على أم علاء عن طريق الدكتورة فاطمة ناصيف، وكانت هذه البداية.. أم علاء رحمها الله امرأة مجاهدة وصادقة وتشعرين أن قلبها يحترق على العمل الدعوي. ولإكمال مشروع مدرسة "آفاق" كانت لا تخجل من جمع التبرعات! وتقول: لِمَ نخجل؟ نحن لا نطلب لأنفسنا بل لل

ليست هناك تعليقات: