الاثنين، فبراير 07، 2011

النيل من الصدّيقة وثقافة .. صحابي جليل روى كثيراً من الأحاديث





















النيل من الصدّيقة وثقافة ( صحابي جليل روى كثيراً من الأحاديث )...!!!
في زمن مضى كنّا نستبشر بكل الأسئلة التي يُطلب منها فيها كتابة مانعرفه عن راوي الحديث
فبمجرد رؤية هذا السؤال نشعر أننا ضمنا نصف الدرجة ، لأننا سنكتب جواباً عليه تلك المقدمة المكررة المألوفة ... / صحابي جليل روى كثيراً من الأحاديث وشهد مع الرسول العديد من الغزوات مات عام ... ( وكثيراً مانكتب عام 57 ولا أدري لماذا ) ..؟؟
وهكذا ...
ولكن بعد زمن ٍ اكتشفنا الخطأ الفادح ، وأن ثقافة صحابي جليل .. لا تفيد في الرد والتبيين للذي يرى راوي الحديث ، والصحابي الجليل ، والذي شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الغزوات ، منافقاً أو كافراً مرتداً ، أو صنماً يجب أن يلعن ويشتم صبحاً ومساءً...!!
وبعد أيها الفضلاء ..
فإن الذي يحب أم المؤمنين ويتمزق قلبه ألماً على كل غبي وقذر ينالها بسوء ... يجب أن لا يجعل حدود معرفته بها أنها ... زوجة النبي صلى الله عليه وسلم روت كثيراً من الأحاديث فقط ...!!
بل يجب أن يعرف سيرتها ومآثرها ومكانتها ومنزلتها وعلمها حتى يدرك جيداً فداحة تلك الأقوال المشينة ، والعبارات السافلة التي قيلت في حقها وفي جنابها رضي الله عنها وأرضاها ..
يقول الذهبي عنها ... زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ، أفقه نساء الأمة على الإطلاق
قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم " أُرِيتُكِ في المنام ثلاث ليال ، جاء بكِ الملك في سَرَقة من حرير ، فيقول : هذه امرتُك َ. فأكشف عن وجهكِ فّإذا أنت فيه . فأقول : إن يكُ هذا من عند الله يُمضِه " . رواه البخاري
ألا تباً وقبحاً لقوم سيأتون من بعدك يا رسول الله .. يطعنون في التي أختارها لك الله من بين نساء العالمين ، ألا سحقاً لأشداق تقيأت قبحاً وصديداً وقالت ..إنها من أهل النار .
تقول عائشة عن نفسها وكأنها تنظر بعين الغضب شزراً لقوم سيأتون بعدها بمئات السنين يطوفون كالسكارى في شوارع لندن يسبونها ويشتمونها ...:
" لقد أعطيت تسعاً ما أُعطيتها امرأةٌ بعد مريم بنت عمران : لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني ، ولقد تزوجني بكراً ، وما تزوج بكراً غيري ، ولقد قُبض ورأسه في حجري ، ولقد قبرته في بيتي ، ولقد حفت الملائكة بيتي ، وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه ، وإني لابنة خليفته وصدّيقه ، ولقد نزل عذري من السماء ، ولقد خُلِقتُ طيبةً عند طيب ، ولقد وُعِدتُ مغفرةً ورزقاً كريماً."
أسلم عمرو بن العاص متأخراً وحين أراد أن يعرف شيئاً مما في قلب نبيه صلى الله عليه وسلم ، فيختصر على نفسه بذلك الكثير من الوقت ، ويستدرك مافاته من خبر هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،لأجل ذلك سأل النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً واضحاً ومختصراً ومحدداً ... أي الناس أحب إليك يارسول الله ؟ فكان الجواب " عائشة " قال : فمن الرجال ؟ قال : " أبوها " .
أرأيتم وضوحاً في الحب كهذا ... حتى الجواب الثاني قد ارتبط بضمير يعود للمحبوب الأول ، إنها لغة الحب التي لم يخفها النبي صلى الله عليه وسلم عن سائله ...!!
قال عطاء بن أبي رباح : كانت عائشة أفقه الناس ، وأحسن الناس رأياً
وقال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء ، لكان علم عائشة أفضل .
هنا عطاء العالم الفقيه والزهري المحدث الكبير ... يقولان هذا في وصفها في كتب العلم
وهناك في شارع وستون وأمام بارات لندن يسخر ياسر الحبيب منها ومن أبيها
وكم هو الفرق شاسع ومهول بين الثرى القذر والثريا الساطعة..!!
عجباً لعقول تقرأ القرآن وتشاهد فيه براءة الصديقة في عشر آيات تتلى إلى يوم القيامة ، ثم وبكل خسة وغباء يرمون فيه هذه الطاهرة المطهرة بالسوء.. عجباً لهم فالقصة انتهت ، والقاذفون لها نالتهم سياط الحد والذي تولى كبر هذا الإثم لا يطهره حد ولا تكفيه سياط ، بل مكانه هناك في الحطمة التي تطلع على فؤاده الخاوي وتحرق جسده النتن ..!!
عن عبدالله بن عبيد بن عمير ، قال : قدم رجل ، فسأله أبي : كيف كان وجد الناس على عائشة ؟ فقال : كان فيهم وكان . قال : أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه .
والحزن على الموت لا يقاربه إلا الحزن على الأذى ، فالذي لا يحزن ولا يبالي ولا يهتم بما قيل في حق الطاهرة الطيبة الصديقة ... فليس له شرف أن تكون عائشة أمه يوماً حتى يتنبه ويستيقظ من غفوته السادرة ، ويبذل ما يستطيع ليذب عنها وعن عرضها..!!
كانت عائشة من أرق الناس قلباً ومن أشدهم خوفاً من الله ، جاء ابن عباس رضي الله عنهما يستأذن على عائشة ، وهي في الموت فقالت لمبعوثه دعني من ابن عباس ، لا حاجة لي به ، ولا بتزكيته ..
وحين دخل ابن عباس قعد وقال : أبشري ، فوالله مابينك وبين أن تفارقي كل نصب ،وتلقي محمداً صلى الله عليه وسلم والأحبة ، إلا أن تفارق روحك جسدك .
قالت : إيهاً ، يا ابن عباس ! قال : كنت أحب نساءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن يحب إلا طيباً ، سقطت قلادتك ليلة الأبواء ، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتقطها ، فأصبح الناس ليس معهم ماء فأنزل الله ( فتيمموا صعيداً طيباً ) فكان ذلك من سببك ، وما أنزل الله بهذه الأمة من رخصة. ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات ، فأصبح ليس مسجد من مساجد يذكر فيها الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار . قالت : دعني عنك يا ابن عباس ، فوالله لوددت أني كنت نسياَ منسياً .
وأخيراً .. فإن المساحات لتصغر ولتتضاءل حين نريد أن نكتب عن عائشة رضي الله عنها كل شيء
ولكن حسبنا أن هذه الأسطر ماهي إلا دعوة لكي نعيد قراءة سيرتها بكل تمعن ، وبكل عمق
حتى ندرك بشاعة تلك العقول وحقارة تلك النفوس وخسة تلك الثلة الغبية التي نالت من الطيبة الصديقة حبيبة حبيب الله .... وزوجته في الدنيا والآخرة...
الأستاذ / عبدالله حــمــاد البلوي

ليست هناك تعليقات: